سورة الأنبياء - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


قوله جلّ ذكره: {وَجَعَلْنَا فِى الأَرْضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ}.
الأولياء هم الرواسي في الأرض وبهم يُرْزَقُون، وبهم يُدْفع عنهم البلاء، وبهم يُوَفَى عليهم العطاءُ. وكما أنه لولا الجبالُ الرواسي لم تكن للأرض أوتادٌ.. فكذلك الشيوخ الذين هم أوتادُ الأرضِ (فلولاهم) لنَزَلَتْ بهم الشدة.
قوله جل ذكره: {وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}.
كما أن في الأرض سُبُلاً يسلكونها ليَصِلُوا إلى مقاصدهم كذلك جعل السُبُلَ إليه مسلوكة بما بيَّن على ألسنتهم من هداية المريدين، وقيادة السالكين، كما يَسَّر بهداهم الاقتداء بهم في سيرهم إلى الله.


في ظاهر الكون السماء منيرة، والأرض مسكونة.. كذلك للنفوس أراضٍ هي مساكن الطاعات، وفي سماء القلوب نجومُ العقل وأقمارُ العلم وشموسُ التوحيد والعرفان. وكما جُعِلَتْ النجومُ رجوماً للشياطين جَعَلَ من المعارفِ رجوماً للشياطين وكما أن الناس عن آياتها معرضون لا يتفكرون فالعوام عن آياتِ القلوب مما فيها من الأنوار غافلون، لا يكاد يعرفها إلا الخواص.


كما أن الحق- سبحانه- في الظاهر يكوِّر الليل على النهار، ويكون النهار على الليل فكذلك يُدْخِلُ في نهارِ البسط ليلَ القبض.. والبسط في الزيادة والنقصان،. فكما أنَّ الشمس أبداً في برجها لا تزيد ولا تنقص، والقمرَ مرةً في المحاق، ومرةً في الإشراق.. فصاحبُ التوحيدِ بنعت التمكين- يرتقي عن حَدِّ تأمُّلِ البرهان إلى رَوْحِ البيان، ثم هو متحققٌ بما هو كالعيان. وصاحبُ العِلْم مرةً يُرَدُّ إلى تجديد نَظَرِه وتَذَكُّرِه، ومرةً يغشاه غَيْرٌ في حال غفلته فهو صاحب تلوين.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14